++ الوصية الأولى :
لا تكن لك آلهة أخرى أمامى
تبدأ الوصايا العشر هكذا : " أنا الرب إلهك الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ، لا يكن لك آلهة أخرى أمامى ... لأنى أنا الرب إلهك إله غيور " ع 2 – 5
فى قولـه " لا يكن لك آلهة أخرى أمامى " لا يعنى وجود آلهة أخرى ، إنما يحذر شعبه من السقوط فى التعبد لآلهة الوثنيين مع عبادتهم لله .
إن كنا الآن لا نتعرض لعبادة الأوثان ، لكن الله يحذرنا من الآلهة الأخرى التى تملك فى القلب كمن يحب العالم أو الكرامة أو مديح الناس أو الشهوات ... وهناك " الذين آلهتهم بطنهم " فى 3 : 19 .
إنه يريد أن نحبه ليملك على القلب ، ليس لأنه يريد أن يستعبدنا أو يذلنا ، وإنما لأنه : " إله غيور " ... لذلك أصر أن يصف نفسه هكذا " أنا الرب إلهك غيور".. وقد علق القديس يوحنا الذهبى الفم على هذه العبارة قائلا : [ قال الله هذا لكى نتعلم شدة حبه . فلنحبه كما يحبنا هو ، فقدم ذخيرة حب كهذه . فإننا إن تركناه يبقى يدعونا إليه ، وإن لم نتغير يؤدبنا بغضبه . لقد فعل الله كل شىء لكى نحبه ، حتى أنه لم يشفق على إبنه من أجل أن نحبه ، ومع هذا فنحن متراخون وشرسون ] .
يدعى الله " إلها غيورا " ، لأنه لا يحتمل أن ترتبط النفس التى وهبت ذاتها له بالشياطين ..
إن هذا الحب الزوجى الذى يربط النفس بعريسها قد سحب قلوب الخطاة والزناة للتوبة ، كما شد قلوب الكثيرين لحياة البتولية والرهبنة ، إذ رأوا فى العريس السماوى ما يشبع القلب بفيض . وقد احتل هذا " الحب " مركز الصدارة فى الكتابات الآبائية الروحية .
++ الوصية الثانية :
لا تصنع لك تمثالا منحوتا
جاءت الوصية هكذا : " لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهن ولا تعبدهن ، لأنى أنا الرب إلهك غيور " ع 4 : 5
إن الكنيسة ملتزمة بلا شك بتنفيذ هذه الوصية ، لكنها تحفظ روح الوصية لا حرفها ، لأن الحرف يقتل وأما الروح فيحيى ( 2 كو 3 : 6 ) .
روح الوصية هو وقف تسلل العبادة الوثنية إلى الشعب وليس منع استخدام الصور فى ذاتها ، فقد عرف الشعب اليهودى بتعرضه للسقوط فى نوعين من الإنحراف الوثنى :
أ – الإمتثال بالوثنيين المحيطين بهم ، كما سقط سليمان الملك فى عبادة الآلهة الغريبة عندما تزوج بوثنيات .
ب- الخلط بين العبادة الوثنية وعبادة الله الحى ، كما يظهر من عبادتهم للعجل بقصد التعبد لله الحى خلال هذا العمل الرمزى ( خر 32 : 5 ) .
إن منع الصور فى العهد القديم قام جوهريا على عجز الشعب اليهودى عن التمييز بين العبادة الخاصة بالله وحده ، والتكريم الذى يمكن تقديمه لغير الله .
ويظهر ذلك بوضوح من أمر الله لشعبه قديما بإقامة صورا معينة هو حددها ، لا كحلى يتزين بها بيت الرب وإنما كجزء حي فى الطقس التعبدى . فخيمة الإجتماع نفسها والهيكل فيما بعد جاءا برسم إلهي أيقونة مبدعة تصور السمويات ( عب 8 : 5 ، خر 25 – 40 ) ، كما احتويا صورا مثل تمثالى الكاروبين على غطاء تابوت العهد ... وكان موسى وجميع الشعب يسجدون أمام التابوت ، والرب يتكلم معهم من بين الكاروبين ( عد 10 : 35 ، 36 ، خر 25 : 22 ) . هذا وكان الشاروب مصورا على حجاب خيمة الإجتماع بين قدس الأقداس والقدس . كما صارت صورة الشاروب وحدة فنية متكررة منقوشة على حوائط الهيكل وعلى مصراعى الباب ( 1 مل 6 : 27 – 29 ) دلالة على حلول الله فى بيته المقدس .
أمر الله موسى أن يعمل تمثالا من النحاس لحية محرقة ( نارية ) يضعها على عمود فى البرية لتكون سر شفاء كل من ينظر إليها ( عد 21 : 8 ، 9 ) .
إذن الله لم يمنع الأيقونات والتماثيل إلا من حيث الخوف عليهم من السقوط فى الأنحرافات الوثنية . لكن إذا زال هذا الخوف صارت الأيقونات تقوم بدور تعليمى بكونها لغة جامعة يفهمها كل إنسان أيا كان جنسه ، ودور روحى ... فى ذلك يقول الأب يوحنا الدمشقى إن سألك وذنى أن تعرفه عن إيمانك فخذه إلى الكنيسة وأقمه أمام الأيقونات .
أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء :
يرتعب البعض إذ يسمعون الرب يقول " افتقد ذنوب الأباء فى الأبناء " ع 5 قائلين : وما ذنب الأبناء ليحملوا أجرة ما فعله آبائهم ؟
أكد الله لنا أنهلا يجازى الإنسان على أخطاء والديه ، فكثيرون ممن لهم الطبائع الحارة بالتوبة صاروا قديسين فنالوا بركة أعظم مما لغيرهم .
أكد الله هذا الأمر على لسان أرميا النبى القائل : " فى تلك الأيام لا يقولون بعد الأباء أكلوا حصرما ، وأسنان الأبناء ضرست ؛ بل كل واحد يموت بذنبه ؛ كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه " 31 : 29 ، 30
كلمات الله لا تعنى أن الله ينتقم لنفسه فى الأبناء عما فعله آباؤهم ... لكنه يريد أن يؤكد طول أناته ، فإنه يترك الأشرار للتوبة سنة فأخرى ، وجيلا فآخر ، وإذ يصمم الإنسان على عمل الشر يؤدب فى الجيل الثالث أو الرابع ليس من أجل خطايا آبائهم لكن من أجل إصرار الأبناء على السلوك الشرير بمنهج آبائهم .
بهذا إذ قال اليهود : " دمه علينا وعلى أولادنا " صدقوا ، إذ يتحمل أبناؤهم هذا الدم الذى سفكه آباؤهم ما داموا مصرون على جحد هذا الدم ، أما إن قبلوا المخلص فإنهم لا يعودوا أولادا لسافكى دم المسيح بل أولادا لله .
++ الوصية الثالثة :
لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا
الوصيتان الأولى والثانية خاصتان بعبادة الله الحى بعيدا عن كل انحراف وثنى ، أما الوصية الثالثة فتخص " إسم الله " .
إذ خشى الله على شعبه أن يقسموا بأسماء آلهة أخرى أعطاهم الرب أن يحلفوا بإسمه ، إعلانا لإسم إلههم وتمييزا لهم ( تث 6 : 13 ، 10 : 20 ، إش 48 : 41 ، مز 63 : 1 ) ؛ كما أمرهم : " لا تدخلوا إلى هؤلاء الشعوب ... ولا تذكروا اسم آلهتهم ، ولا تحلفوا بها ، ولا تعبدوها ولا تسجدوا لها " يش 23 : 7
وقد اشترط عليهم ألا يحلفوا بإسم الرب كذبا ( لا 19 : 12 ) ، وأن يوفوا ما قد حلفوا به باسم الرب .
هذا بالنسبة للقسم ، أما بالنسبة لترديد إسم الله ، فقد طلب منهم أن لا يرددونه باطلا ، أى بلا سبب جوهرى ، فإن اسمه قدوي ( لو 1 : 49 ) ، ومهوب ( مز 111 : 9 ) ، عظيم بين الأمم ( ملا 1 : 11 ) ، عجيب فى الأرض كلها ( مز 8 : 9 ) ... علينا أن نهابه ونوقره ، لا ننطق به إلا فى خشوع وبكل إجلال ، فقد أمرنا موسى النبى قائلا : " لتهاب هذا الإسم الجليل المرهوب الرب إلهك " تث 28 : 58 ، موضوع حبنا وشبعنا وصلواتنا : " باسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كما من لحم ودسم " مز 63 : 4 ، " محبوب هو إسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتى " مز 119 : 97 ....
أما فى العهد الجديد فقد بلغ المؤمن إلى النضوج الروحى فيليق ألا يحلف البتة كقول السيد : " ليكن كلامكم نعم نعم لا لا ، وما زاد على ذلك فهو من الشرير " مت 5 : 37 . وعرفنا إسم السيد المسيح المخلص ، " فكل من يدعو باسم الرب يخلص " رو 10 : 13 ، ومن أجل اسمه نحتمل بصبر ولا نكل ( رؤ 2 : 3 ) ، ومن أجله نهان فنفرح ونسر ( أع 5 : 14 ) ، وباسمه تخرج الشياطين ( مر 16 : 17 ) وتجرى آيات وعجائب ( أع 4 : 29 ، 30 ) .
++ الوصية الرابعة :
تقديس يوم السبت
إنها وصية أبدية تلتزم الكنيسة بتنفيذها ، بالدخول إلى " السبت " الحقيقى ، أى " الراحة " التى صارت لنا خلال قيامة السيد المسيح ، فإن كان الله قد استراح فى اليوم السابع بعد نهاية عمل الخليقة ، صارت راحتنا ببداية الخليقة الجديدة التى صارت لنا بقيامتنا مع السيد المسيح .
++ الوصية الخامسة :
إكرام الوالدين
وضع الرب إكرام الوالدين فى مقدمة الوصايا الخاصة بعلاقتنا بالآخرين .. فيأمرنا بإكرامنا لهما قبل أن يوصينا " لا تقتل " أو " لا تزن " الخ وهى الوصية الوحيدة والمقترنة بمكافأة أو وعد ( أف 6 : 2 ) .
وكانت الشريعة صارمة على من يكسر هذه الوصية : " من ضرب أباه أو أمه يقتل قتلا ... ومن شتم أباه أو أمه يقتل فتلا " خر 21 : 15 – 17 . من يعاند ولا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه يرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت ( تث 21 : 18 – 21 ) . ومن يستخف بأبيه أو أمه يصير تحت اللعنة ( تث 27 : 16 ) .
يبدو أن اليهود استغلوا هذه الوصايا فأساء البعض التصرف فى معاملة أولاده ، إذ أرادوا الطاعة المطلقة بلا اعتبار لنفسية الأولاد وشخصياتهم . فجاء السيد المسيح ليكشف المفاهيم العـميقة لهذه الوصية ، ففى الوقت الذى كان السيد خاضعا للقديسة مريم والقديس يوسف ( لو 2 : 51 ) هذا الذى تخضع له كل القوات السماوية ( فى 2 : 10 ) ، واهتم بأمه وهوعلى الصليب مشغولا بخلاص العالم كله وساقطا تحت الآلام ، مسلما إياها لتلميذه القديس يوحنا ( يو 19 : 27 ) ... إذ به يضع مفهوما جديدا لهذه الطاعة وذلك عندما عاتبته أمه قائلة : " يابنى لماذا فعلت بنا هكذا ؟! هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين " لو 2 : 48 ، 49 ، أجابهما : " لماذا كنتما تطلباننى ؟! ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون فى ما لأبى ! " لو 2 : 49 ...
إجابة السيد المسيح كانت أشبه بثورة فى عالم الطفولة ، إذ أعطى للأبناء حق التفاهم مع الوالدين ، والطاعة فى الرب ( أف 6 : 1 ) وليس الطاعة المطلقة كما فهمها اليهود وكما كانت البشرية فى ذلك الحين تفهمها .
لقد أمر الرب بإعالة الوالدين المحتاجين بواسطة أولادهم ، وفاءا لأعمالهم الحسنة التى قدمت للأولاد فى طفولتهم ، وقد وبخ السيد المسيح الفريسيين الذين وضعوا تقليدا يخالف كلمة الله ، فقد سمحوا للأبناء أن يقدموا ما يحتاج إليه الوالدان إلى الخزينة فى الهيكل لحساب الفقراء ، فإن سألهم الوالدين شيئا يقولون : " قربان " ( مت 15 : 4 ) ! فأبطلوا وصية الرب بتقليدهم الشرير .
أخيرا إن كانت هذه الوصية حملت إكرام الوالدين حسب الجسد ، والآباء الروحيين فبالأولى جدا تنفيذها على الأبوين الروحيين يكون الله أبونا والكنيسة هى أمنا .
++ الوصية السادسة :
عـدم القتـل
لا يطيق الله أن يرى الدم البرىء مسفوكا بلا ذنب ، إذ يقول لقايين : " صوت دم أخيك صارخ من الأرض " تك 4 : 11 ، ولا يحتمل حتى سفك دم الشرير ، إذ يقول : " كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه ، وجعل الرب لقايين علامة لكى لا يقتله كل من وجده " تك 4 : 14 ، 15 . تظهر كراهيته لسفك الدم قوله لداود النبى المحبوب لديه :
" قد سفكت دما كثيرا وعملت حروبا عظيمة ، فلا تبنى بيتا لإسمى " أى 22 : 8 .
الله الذى أوصى بعدم القتل صرح به بالنسبة للزناة ( لا 20 : 10 – 16 ) ، وللقاتل نفسه ( خر 21 : 14 ) ولضارب أبيه أو أمه أو شاتمهما ( خر 21 : 15 ، 17 ) ، ولكاسر يوم السبت ( خر 31 : 15 ) ، والمجدف على إسم الرب ( لا 24 : 16 ) .. وأمر به فى بعض الحروب مع الوثنيين . كان هذا كله يناسب العهد القديم ، إذ لم يكن يستطيع الإنسان أن يميز بين الخاطىء والخطية ، وعابد الوثن وعبادة الأوثان ، فبالقتل أراد أن ي}كد رفضه التام للخطية وعبادة الأوثان التى للأمم . أما فى العهد الجديد ، إذ يدخل المؤمنون إلى النضوج الروحى لم يعد القتل عقوبة للخاطىء ، إنما يلزم خلاصه من الخطية علة موته .
والقتل لا يعنى مجرد سفك الدم ، فهناك من بقتل بلسانه كقول الكتاب : " لسانهم سيف قتال " أر 9 : 8 ، " ألين من الزيت كلماته وهى سيف مسلول " مز 55 : 21 ، وهناك قتل بالنية : " كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس " 1 يو 3 : 15 . وهناك قتل للروح كقول الكتاب " الحرف يقتل " 2 كو 3 : 6 . وقد اعتبر القديس أكليمنضس الإسكندرى المبتدعين أشر من القتلة ، إذ يقول :
[ القتل هو هلاك أكيد ، فمن يرغب فى استبعاد التعليم الحقيقى الخاص بالله والخلود ... أكثر ضررا من القاتل ] .
++ الوصية السابعة :
عــدم الزنــا
يقول الرسول : " اهربوا من الزنا ؛ كل خطية يفعلها الإنسان هى خارجة عن الجسد ، لكن الذى يزنى يخطىء إلى جسده " ( 1 كو 6 : 18 ) .
بالزنا نسىء إلى أجسادنا التى هى أعضاء المسيح ( 1 كو 6 : 15 ) ، والتى هى هيكل الروح القدس ( 1 كو 6 : 19 ) .
ليست خطية بشعة يكرهها الله مثل الزنا ، حتى دعيت فى الكتاب " نجاسة " ( 2 بط 2 : 10 ) ، بها تتنجس النساء ( خر 18 : 11 ) وينجس الرجل جسده ( 2 بط 2 : 10 ) وتتنجس ثيابه ( رؤ 3 : 4 ) ، وينجسون الأرض ( أر 3 : 6 – 9 ) .
من فرط بشاعتها دعيت عبادة الأوثان زنا ( أر 3 : 6 – 9 ) ، وبسببها عاقب الرب الأرض بالطوفان ( تك 6 : 1 ، 2 ) ، وحرق سدوم وعمورة ( تك 19 : 24 ، 25 ) ، وكاد يفنى سبط بنيامين كله ( قض 20 ) ، وقدم الرسول بولس تأديبا قاسيا حتى كاد الزانى أن يبتلع من الحزن المفرط ( 1 كو 5 : 3 ، 5 ) ، واعتبرها الرب السبب الوحيد لحل رباط الزوجية ( مت 5 ) .
وأراد السيد المسيح أن يحفظنا منها تماما فأوصانا ألا نتطلع إلى إمرأة لنشتهيها ، وكأنه أراد أن يغلق الباب من بداية الطريق .
وقد كتب الآباء كثيرا عن حياة العفة والطهارة سواء بالنسبة للمتزوجين أو البتوليين .
++ الوصية الثامنة :
عـدم الســـرقة
وهى خطية بشعة لأنها سلب ما للغير ، وهى خطية مكروهة حتى قبل نزول الشريعة ، اعتبر إتهام يعقوب بسرقة آلهة لابان أمرا بشعا ( تك 31 : 30 ، 32 ) ، وإتهام إخوة يوسف بسرقة الكأس ( تك 44 : 7 – 9 ) . تزداد بشاعة هذه الخطية إن كان المسروق منه محتاجا مثل الأرملة ، لذلك وبخ الله الكتبة والفريسيين قائلا :
" ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين ، لأنكم تأكلون بيوت الأرامل .. لذلك تأخذون دينونة أعظم " ( مت 23 : 14 ) .
والإقراض بربا لمحتاج أو رهن ثياب أحد أو غطائه ( خر 22 : 25 – 27 ) أو كان الشىء المسروق من المقدسات .
اعتبرالله من يمتنع عن دفع العشور سرقة ( غلا 3 : 7 – 10 ) !
واعتبر القديس أكليمنضس الإسكندرى أن كل من ينسب شيئا لغير صاحبه فهو يسرق ، كمن يسرق أفكار الغير وينسبها لنفسه .
" لا سارقون ولا طماعون ... ولا خاطفون ، يرثون ملكوت الله " 1 كو 6 : 10
والسرقة بصفة عامة هى عدم إحترام حقوق الغير وملكيته ، وهى تدل على خسة نفس السارق وعدم أمانته ، وهى كما تؤذى الآخرين تحطم شخصية السارق فى نظر الناس ، فى أحيان كثيرة تعتبر السرقة نوعا من المرض النفسى يحتاج إلى علاج ، فنجد أن السارق قد يأخذ أشياء لا يحتاج إليها ولا يعرف كيف ينتفع بها وإنما يجد لذة فى أخذها من الغير والأحتفاظ بها ، ... ولذلك فهو بحاجة إلى العلاج ومساعدة الآخرين له على تجاوز هذه الحالة .
++ الوصية التاسعة :
عـدم الشـهادة بالــزور
الشهادة بالزور تعنى الكذب ، ويعتبر الشيطان " كذابا أبو الكذاب " يو 8 : 44 ، فمن يكذب يعمل أعمال أبيه الشيطان .
لما كانت الشهادة الزور لها خطورتها على الجماعة وضعت الشريعة " على فم شاهدين أو ثلاثة تقدم كل كلمة " (تث 19 : 15 )
وقد اهتم الكتاب المقدس بالصمت المقدس ، لأن كثرة الكلام لا تخلو من معصية ، والتسرع فى الحديث قد يدفع الإنسان للكذب بغير عمد .
++ الوصية العاشرة :
لا تشـتــه
" لا تشته إمرأة قريبك .
ولا تشته بيت قريبك ، ولا حقله ، ولا عبده ، ولا أمته ، ولا حماره ، ولا شيئا مما لقريبك " ( خر 20 : 17 ، تث 5 : 21 ) .
هذه الوصية كشفت عن عمق الناموس ، إنه أراد أن يقتل الخطية من جذرها ، لكن اليهود لم يفهموا .
اوصى الناموس الموسوى " لا تشته " ، وأوصى العهد الجديد بذات الوصية ، فما الفارق ؟ أوصى الناموس لكنه لم يعط العلاج ، كشف عن عجز الإنسان عن تنفيذ الوصية لكى يطلب العلاج ، أما العهد الجديد فأعطانا إمكانيات التنفيذ بالروح القدس العامل فينا .